يجب مشاهدته: مدرسة الروابي للبنات

مدرسة الروابي للبنات، واحد من أحدث المسلسلات المعروضة لوقت محدود على نتفليكس في الشرق الأوسط. المسلسل من إخراج وإنتاج المنتجة والمخرجة والكاتبة والممثلة الكوميدية الأردنية تيما الشوملي، وتدور أحداثه حول شابات عربيات في إحدى المدارس الثانوية في الأردن. ومثل العديد من المدارس الثانوية في جميع أنحاء العالم، يأتي مع تسلسل هرمي اجتماعي يضع مريم (أندريا تايه) ودينا (يارا مصطفى) والمبتدئة نوف (ركين سعد) في الأسفل مما يجعلها في النهاية فريسة “للفتيات اللئيمات”: ليان (نور طاهر) ورانيا (جوانا عريضة) ورقية (سلسا بييلا). تجذب الدراما انتباه المشاهدين بسرعة بفضل قابليتها للتوافق والتطور عندما يخطط المنبوذون في مدرسة الروابي للبنات لسلسلة من عمليات محفوفة بالمخاطر لإزالة معذبيهم، لكن الحبكة الجذابة هي ليست الشيء الوحيد الذي وضع هذه السلسلة في أعلى لوائح المشاهدة حول العالم. 

فريق التمثيل

جميع أعضاء فريق التمثيل كانت قصتهم مرتبطة بطريقة أو بأخرى. من مريم المنبوذة إلى القائدة ليان، وبالطبع الآنسة عبير المحبوبة، وهنا تكمن قوة اختيار الفريق الذي جعل مهمة اختيار شخصية مفضلة صعباً! في حين أننا رأينا مشهداً مألوفاً مع واقع الشخصيات التي تنطوي عليها التسلسلات الهرمية في المدرسة الثانوية، إلا أننا رأينا أداءً مميزاً من الشخصيات الرئيسية بتجسيد أدوارهم في المسلسل، وبالطبع الغالبية النسائية في التمثيل. كل هذه العوامل جعلت من مسلسل  مدرسة الروابي عمل بار ومشرف.

التعرض لمواضيع التابو

لم يقتصر الأمر على إستثنائية قصة المسلسل وإنتاجه وطرحه فحسب، بل غطت برشاقة الموضوعات المثيرة للجدل في المنطقة. من النادر جدًا أن نرى أي وسيلة إعلام عربية وترفيهية بالذات تغطي موضوعات من هذا القبيل. والسبب في ذلك هو أنه منذ سنوات قيل لنا إن تغطية مثل هذه المواضيع أو حتى مناقشتها علنًا، يعتبر “عيبًا”.

 والحقيقة أننا بعدم مناقشة أو الاعتراف بموضوعات من هذا القبيل، تتأثر آلية تقدم المجتمع ككل. الموضوعات المذكورة أعلاه هي حقائق مؤسفة في أي وكل ثقافة تقريبًا في جميع أنحاء العالم، وقد غطت “مدرسة الروابي للبنات” كل واحدة بسرعة مع إبقاء الأيديولوجية “المخزية” لدى أفراد المجتمع!

 تأثير فضح أيديولوجيات “المحرمات” من خلال التلفزيون في منطقة الشرق الأوسط 

شاهد المسلس كبار السن والشباب، وكذلك الذكور والإناث على حد سواء، مما سمح لمدرسة الروابي للبنات بالصعود إلى أعلى قوائم المشاهدة ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولكن في جميع أنحاء العالم! وعلى الرغم من أن فضح الإيديولوجيات “المحرمة” من خلال التلفاز كان يبرز في مجتمع اليوم، إلا أننا لم نرَه يحدث في الشرق الأوسط حتى الآن، وهذا ما يجعل منه إنجازًا كبيرًا.

 ومن خلال شكل من أشكال الترفيه، يصور المسلسل واقع حياة العديد من الشابات في المنطقة، لكنه يفتح العين أيضًا على حقيقة أنهن يعملن على زيادة الوعي بكل واحدة من هذه الموضوعات. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يفتح أذهان الكثيرين في جميع أنحاء العالم على شيئين: الأول، وهو أن الشرق الأوسط ليس منغلقًا على الأيديولوجيات التقدمية، وأن نساء الشرق الأوسط يواجهن صراعات مماثلة مثل النساء في الغرب، والثاني هو أن نساء الشرق الأوسط لم تتح لهن الفرصة للتحدث عن هذه المواضيع  حتى الآن! 

يتعدى تأثير تيما الشوملي إلى كونه أكثر من مجرد عمل ترفيهي فقط، فهو يطرح الجرأة لمناقشة مواضيع إجتماعية لم تُناقش من قبل، لكونها واحدة من أوائل النساء التي تغطي موضوعات من هذا القبيل في مجال صناعة المحتوى في منطقة يغلب عليها الطابع الذكورة. لا تنسوا مشاهدة المسلسل على نيتفليكس الآن!

GIVE IT A SHARE
WRITTEN BY :

Omaya Michelle

  • Eclectic soul
  • Staying Mindful
  • Ardently Artistic